عن الأستاذ ودماغه
كان
لدى الأستاذ إحساس قوي بأن دماغه ليس على مايرام, الأمر الذي عزز لديه
هذا الإحساس أنه بعدما كان يمشي اليوم, آخر النهار, في الناحية اليمني
من الشارع, وجد نفسه يمشي في الناحية اليسري منه, دون أن يتجه بنفسه
إلى هناك.
انتبه إلى ذلك وأبطأ من خطواته وسط الزحمة, وراح يتلفت
حوله مستغربا, هو يحب المشي في الناحية اليمنى التي غادرها ليس لأن هذه
عادته فقط ولكن لأنه ينعطف منها إلى الزقاق الذي يفضي به إلي البيت
لدى الأستاذ إحساس قوي بأن دماغه ليس على مايرام, الأمر الذي عزز لديه
هذا الإحساس أنه بعدما كان يمشي اليوم, آخر النهار, في الناحية اليمني
من الشارع, وجد نفسه يمشي في الناحية اليسري منه, دون أن يتجه بنفسه
إلى هناك.
انتبه إلى ذلك وأبطأ من خطواته وسط الزحمة, وراح يتلفت
حوله مستغربا, هو يحب المشي في الناحية اليمنى التي غادرها ليس لأن هذه
عادته فقط ولكن لأنه ينعطف منها إلى الزقاق الذي يفضي به إلي البيت
*******
الأستاذ
الذي امتلأت نفسه بالريبة واصل سيره في الناحية الخطأ وهو يترصد مدخل
الزقاق في الناحية اليمني البعيدة, وما أن صار أمامها حتى عبر الشارع
وأمرع يدخل البيت ويخلع ثيابه ويرتدي الجلباب, ويجلس على الكنبة تحت
الشباك ويفكر. مع الوقت رأي أن ما حدث كان نتيجة لهذا الشيء الغامض الذي
يحسه داخل دماغه.
انه هو الذي يجعله يتطوّح على خفيف وعلى مسافة
طويلة نسبيا بحيث يتجه من هذه الناحية إلى تلك من دون أن ينتبه. وقادته
هذه النتيجة المعقولة إلي لحظة من الإلهام قرر معها أن يعمل أشعة مقطعية
على المخ
الذي امتلأت نفسه بالريبة واصل سيره في الناحية الخطأ وهو يترصد مدخل
الزقاق في الناحية اليمني البعيدة, وما أن صار أمامها حتى عبر الشارع
وأمرع يدخل البيت ويخلع ثيابه ويرتدي الجلباب, ويجلس على الكنبة تحت
الشباك ويفكر. مع الوقت رأي أن ما حدث كان نتيجة لهذا الشيء الغامض الذي
يحسه داخل دماغه.
انه هو الذي يجعله يتطوّح على خفيف وعلى مسافة
طويلة نسبيا بحيث يتجه من هذه الناحية إلى تلك من دون أن ينتبه. وقادته
هذه النتيجة المعقولة إلي لحظة من الإلهام قرر معها أن يعمل أشعة مقطعية
على المخ
ما أن انتهى إلي مثل ذلك القرار حتى شعر بنوع من الراحة شبه الكاملة..
هو لايعرف شيئا بالتفصيل عن هذه الأشعة المقطعية ولكنه يحتفظ في أعماقه
بنوع من الاحترام والثقة في اسمها. وكرر لنفسه بنوع من اللذة: أشعة
مقطعية على المخ.. فابتسم
هو لايعرف شيئا بالتفصيل عن هذه الأشعة المقطعية ولكنه يحتفظ في أعماقه
بنوع من الاحترام والثقة في اسمها. وكرر لنفسه بنوع من اللذة: أشعة
مقطعية على المخ.. فابتسم
*******
غادر
الكنبة ووضع الشبشب في قدميه وأغلق الباب بعدما أخذ المفاتيح واتجه إلى
الدكتور حسن القريب من البيت.. وما أن تفادي الحفرة الممتلئة بالماء حول
محبس المياه الذي كان ظاهرا ومربوطا بقطعة من قماش ملون, حتى كان في حوش
البيت الذي تحتل عيادة الدكتور الطابق الأرضي منه. والدكتور استقبله شبه
واقف. وهو جلس علي المقعد وقال:
- أنا عاوز أعمل أشعة مقطعية علي المخ.
قاده
الدكتور إلى السرير المعدني الصغير المنصوب وراء الستارة وجعله يعري بطنه
وظهره وهو قاعد ويأخذ نفسا ويخرجه ويكح. ثم جلس وراء مكتبه وطلب منه أن
يستمر على المهدئ الذي كتبه له
الكنبة ووضع الشبشب في قدميه وأغلق الباب بعدما أخذ المفاتيح واتجه إلى
الدكتور حسن القريب من البيت.. وما أن تفادي الحفرة الممتلئة بالماء حول
محبس المياه الذي كان ظاهرا ومربوطا بقطعة من قماش ملون, حتى كان في حوش
البيت الذي تحتل عيادة الدكتور الطابق الأرضي منه. والدكتور استقبله شبه
واقف. وهو جلس علي المقعد وقال:
- أنا عاوز أعمل أشعة مقطعية علي المخ.
قاده
الدكتور إلى السرير المعدني الصغير المنصوب وراء الستارة وجعله يعري بطنه
وظهره وهو قاعد ويأخذ نفسا ويخرجه ويكح. ثم جلس وراء مكتبه وطلب منه أن
يستمر على المهدئ الذي كتبه له
شكره الأستاذ واتجه إلي الصيدلية المقابلة وسأل الصيدلي عن تكلفة الأشعة المقطعية على المخ والصيدلي قال: يمكن نحو400 جنيه.
قكر الأستاذ وقال:
- لكن هي كويسة
- طبعا.
- ولو الواحد دماغه فيها أي حاجة تبيّنها على طول.
- المفروض.
*******
شكره
الأستاذ وابتعد. في الصباح ارتدي ثيابه واتجه إلى مستشفي التأمين الصحي
وطلب الدخول إلى عيادة المخ والاعصاب وأصر على ذلك.. أشاروا له على
نهاية الطرقة
قكر الأستاذ وقال:
- لكن هي كويسة
- طبعا.
- ولو الواحد دماغه فيها أي حاجة تبيّنها على طول.
- المفروض.
*******
شكره
الأستاذ وابتعد. في الصباح ارتدي ثيابه واتجه إلى مستشفي التأمين الصحي
وطلب الدخول إلى عيادة المخ والاعصاب وأصر على ذلك.. أشاروا له على
نهاية الطرقة
اتجه
إلى الباب المفتوح ووجد سيدة تضع على ركبتيها طفلة في الثامنة أو العاشرة
وجلس معها أمام المكتب المعدني الخالي.. فجأة انفجرت البنت في بكاء
وصراخ هائل خرجت الأم على أثره ثم عادت بعدما اشترت باكو بسكوت للبنت الذي
كانت تمسك به وهي هادئة تماما
إلى الباب المفتوح ووجد سيدة تضع على ركبتيها طفلة في الثامنة أو العاشرة
وجلس معها أمام المكتب المعدني الخالي.. فجأة انفجرت البنت في بكاء
وصراخ هائل خرجت الأم على أثره ثم عادت بعدما اشترت باكو بسكوت للبنت الذي
كانت تمسك به وهي هادئة تماما
لم يمر وقت طويل حتي انفجرت البنت في نفس البكاء والصراخ وأسرعت الأم خارجة وعادت وفي يد البنت التي هدأت قطعة جديدة من الحلوى
الأستاذ الذي تأمل في الأمر خاطب الأم موضحا لها أن ابنتها تبكي وتصرخ,
وعندما تأتي لها بالحلوى تسكت وهذا معناه أنها ليست مريضة ولكن عندها حالة
نفسية.. فقالت الأم:
- أمال احنا فين؟ ما احنا في العيادة النفسية.
الأستاذ الذي تأمل في الأمر خاطب الأم موضحا لها أن ابنتها تبكي وتصرخ,
وعندما تأتي لها بالحلوى تسكت وهذا معناه أنها ليست مريضة ولكن عندها حالة
نفسية.. فقالت الأم:
- أمال احنا فين؟ ما احنا في العيادة النفسية.
*******
خرج
وقرأ اللافتة بجوار المدخل ووجد أنها: العيادة النفسية بالفعل.. تراجع
إلى المدخل السابق ووجد اللافتة مكتوبا عليها: جراحة المخ والأعصاب
فدخلها.. جلس أمام الطبيب الأصلع وشرح له حالة دماغه وقال إنه يريد عمل
أشعة مقطعية على المخ
خرج
وقرأ اللافتة بجوار المدخل ووجد أنها: العيادة النفسية بالفعل.. تراجع
إلى المدخل السابق ووجد اللافتة مكتوبا عليها: جراحة المخ والأعصاب
فدخلها.. جلس أمام الطبيب الأصلع وشرح له حالة دماغه وقال إنه يريد عمل
أشعة مقطعية على المخ
اسنمع له الطبيب ورفع يده إلى الناحية اليسري وقال مبتسما: العيادة اللي جنبنا.
- دي العيادة النفسية
- بالضبط كده.
شكره وعاد إلى العيادة الأخرى. وكانت المرأة وابنتها قد انصرفتا
- دي العيادة النفسية
- بالضبط كده.
شكره وعاد إلى العيادة الأخرى. وكانت المرأة وابنتها قد انصرفتا
جلس
أمام الطبيبة الشابة التي جاءت في معطفها الأبيض. حدثها عما يحدث معه
أثناء سيره في الشارع وقال إنه يريد عمل أشعة مقطعية على المخ
أمام الطبيبة الشابة التي جاءت في معطفها الأبيض. حدثها عما يحدث معه
أثناء سيره في الشارع وقال إنه يريد عمل أشعة مقطعية على المخ
طلبت
منه أن يقوم يمشي في الحجرة أمامها.. بعدما وقف أخبرها بأن الحجرة صغيرة
بحيث لن تكون هناك فرصة يتطوّح من الناحية اليمنى إلى الناحية اليسرى..
حينئذ قالت:
- طيب ارتاح ياحاج.
وكتبت له ورقة بالعلاج.. الأستاذ تناول الورقة وشكرها, طواها بعناية ووضعها في جيبه وهو جالس, ثم قام واقفا وانصرف
منه أن يقوم يمشي في الحجرة أمامها.. بعدما وقف أخبرها بأن الحجرة صغيرة
بحيث لن تكون هناك فرصة يتطوّح من الناحية اليمنى إلى الناحية اليسرى..
حينئذ قالت:
- طيب ارتاح ياحاج.
وكتبت له ورقة بالعلاج.. الأستاذ تناول الورقة وشكرها, طواها بعناية ووضعها في جيبه وهو جالس, ثم قام واقفا وانصرف
*******